ظلام مخفي تحت ستار الليل

الظلام و الليل! ............كلمتان تلازمتا مع بعضهما لتكونا ثنائيا غامضا.
لطالما رمزا إلى الخوف و دلا على الرعب و كانا سمة من سمات اليأس.
التصقت بهما أبشع التهم و أصبحا مرضا يهدد من يخاف منهما.فنهرب من مواجهتهما إلى نوما عميق.

فعندما يجر النهار أذياله مغادرا, يقبل الليل لينزل ستاره على مسرح الكون, ليعم الظلام تدريجيا مكان النور
ويبدأ فصلا جديد من فصول مسرحية اليوم .
فتحول الظلمة الوضوح إلى غموض, وتلقي بظلالها على كل موجود فنتوهم غير الموجود.
تخرج أشباح الليل لتتجول و المكائد تنفذ و الأماكن تملأها الشياطين والشرور.
هي نفس الأماكن ولكن صبغتها تغيرت, كل جميلا أصبح موحش,
لا شيء سوى السواد و لا صوت سوى صراخ الصمت, وأزيز الرياح.
لتصبح الدنيا كعروس جميلة لبست السواد و ملئ وجهها بلطم الأموات...............
فهل هذا هو الليل......؟!!!
تعالوا نلمس نور قلبا صغير
:::::::
كغيره يبدأ باكرا, يمارس الحياة يندمج مع الناس و يتعطى مع الأشخاص ينسجم وينفصل عن المكان .
تمر به صنوف الحالات الضحكات و البسمات, الأزمات و العقبات, لتخزن فيه كمشاعر و أحاسيس
بدون تعبير, أو مقاومة,فعليه الاستمرار و الصمود إلى أخر النهار.
تبدأ الشمس بالنزول أكثر فأكثر ليزداد معها تعب القلب أكثر من مهام اليوم وطوله .

وأخيرا لاحت زهرة الصباح في الأفق, مودعة الشمس بكل حنين, و مستقبلة الليل بكل ترحيب,
لتختفي وترحل هي الأخرى في الفضاء البعيد.

جــاء الليل....... القلب أنهكه التعب و غلبه الهم, يلقي بنفسه على وسادته و يغطي وجهه لتزداد الظلمة ظلمة.
يتنهد بعمق ليخرج ما في نفسه و يعرضها على نفسه.
هامسا لها ........أنا في هذا الظلام وحدي وملك نفسي فاخرجي يا مشاعري و تفجري محطمة حاجز اللانور,
اعبري في عالمي بدون قيود...........أنا وحدي.
لا تخشي أحدا, لا يرانا أحد سوى خالقنا. لن يتشمت بنا عدو و لن يعاتبنا محب .
تعالي نتذكر أجمل اللحظات و أحلى الابتسامات وكل الأحباب يالجمال تلك الأوقات لو لا و جود الأحزان .
لتخرج هي الأخرى من مكنونها و تطوف في الأجواء مطلقة نفسها بعد طول الكتمان
يرافقها الهم واليأس و الحيره فتدمي الجروح من جديد .......لاتجد غير الدموع مخففا لها
أصوات الأشباح التي نسمعها ليلا ما هي ألا مشاعرنا لم تجد أفضل من الليل ليكتنفها.

(مجلس سهر)
في هذا الظلام وتحت ستار الليل.......
أبكي وأضحك وأخرج ما في داخلك, بح بأسرارك, تعبنا من الكتمان, راجع مسودة حياتك.
بكل صدق و أنصاف واجه نفسك بنفسك, وحاكم مشاعرك.
لا تخف لا تخجل........ عبر في الظلام عما لا تستطيعه في النور.
و أن زادت عليك الوحدة ثقلها و تعبت عيناك....... فانظر إلى السماء لتجد ضيوف المساء
ترسل إليك بريقها من بعيد لتسليك,و تزين مجلس أحاسيسك. بنورها الخافت الساحر كما زينة السماء.
وقل لها ما تريد, جرب مصادقة النجوم و أكتب في صفحت القمر.
دع نوره يلامس قلبك قبل وجهك لينير ظلام روحك .........و استرخي قدر ما تستطيع.
هذه اللحظة أنت الملك......... تستحق أن تكون الملك
ملك نفسك.
هذا أجمل ما في الليل نجوم و مشاعر.

[،،،،،،،،،،*أجتماعيتنا و اهتمامنا بالناس و مشاغل الحياة ......... هي ما تجعلنا نحتاج إلى الوحدة لنهتم بأنفسنا.
*اجعل لنفسك فرصة لتعترف ..........!
* مشاعرنا الخجولة قد تجد في الظلام مخرجا من حبسها
*الليل يستر الحسنة و السيئة ............. ولكن الله يكشفها.

ختاما
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
( إن في الليل لساعةً لا يوافقها رجلٌ مسلم يسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة.)


أحبتي

(( فما الذي يعنيه الليل لكم؟))


ولكم مني اطيب تحياتى
دمـــوع القهــر